كورونا المستجد وسؤال الوطنية الحقة covid19 - منبع الحقيقة

أعلان الهيدر

Search This Blog

Saturday, March 14, 2020

الرئيسية كورونا المستجد وسؤال الوطنية الحقة covid19

كورونا المستجد وسؤال الوطنية الحقة covid19


إذا كان التاريخ يشهد على دور المثقف في تحريك عجلات النمو، نحو فهم منسجم ومتكامل مع طبيعة المرحلة، أخدا بعين الإعتبار جل 

المتغيرات والمستجدات التي تحملها سيرورة الأحداث وصيرورة المجتمعات بشكل عام، فإن الرهان اليوم على هذ المثقف بالمغرب، 

أصبح أمرا حتميا. بعد مجموعة من المغالطات التي يتم الترويج لها، سواء عن قصد أو غير قصد، عن وعي أو بدونه، في مجموعة من 

مواقع التواصل الاجتماعي، وهي المتعلقة أساسا بخطابات السخرية من الفيروس، بل وقد وصل الأمر لدرجة تأليف مقاطع موسيقية 

ساخرة عنه، وكأن الأمر يتعلق بحدث هزلي عابر. إن الأمر يتعلق بمصير شعب بأكمله، إن لم نقل أنه يهدد الإنسانية عامة، بالتالي 

ينبغي ترك كل الحسابات جانبا، والتفكير بشكل موضوعي وعقلاني، في الطريقة التي يمكن من خلالها الإسهام في تجاوز الأزمة، عبر 

تسخير طاقاتنا، وتوحيد الجهود، والمزيد من ترصيص الصفوف، ضد هذا الوباء القاتل الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه "جائحة".

 آن الأوان إذن أن نبين وبالملموس، إلتزامنا بقضايا الشعب المغربي، وعمق وطنيتنا التي هي فوق كل إعتبار. وجب إذن على الطلبة 

الجامعيين والأساتذة والمعلمين والكتاب والشعراء والفنانة، المدراء والوزراء والمنتخبين وغيرهم من السياسييين، أن يعلنوا على ذواتهم 

اليوم تجنيدا إنسانيا أولا، ثم وطنيا ثانيا، الغاية منه إنقاد الشعب المغربي من تهديدات وبطش كوفيد 19، يكونون على أهبة الإستعداد 

ليضحي كل من جهته، وحسب موقعه، جاعلين من مصلحة الوطن غاية قصوى ومبدءا مشتركا بينهم، بعيدا عن الصراعات السياسوية 

التي تجاوزها واقع الحال اليوم، وأصبحت عاجزة أمام هول الوضع، وفداحة التبيعات المرتقبة في حال لم يتم العمل كيد واحدة. وبشكل 

صارم وحازم أكثر من ذي قبل. هي إذن دعوة لتضافر الجهود، بعد أن تفاقمت الأوضاع، وسببت حالة رعب شاملة، سيكون لها طبعا 

تأثير على نفسيات المواطنين والمواطنات، قبل الحديث عن حجم الخسائر المادية المرتقبة، والعديد من السلوكيات التي ستنتجها الأزمة 

من قبيل إحتكار السلعة وغلاء المواد الغدائية وغيرها. ما سيعجل من ضرورة التدخل قصد تهدئة الأوضاع ريتما يتم السيطرة على 

الفيروس. على "النخب المتعلمة" أن تعمل على تعميم نشر الإجراءات الإحترازية، وتحاول أن تستوعب أكثر، أن تطوعها للعمل ليس 

تملقا للدولة، بل غيرة على أبناء وبنات شعبنا الأبي. ذلك لأن الأمر لا يتعلق بمصالح الدولة وفقط، كي نبرر بذلك تقاعسنا وغيابنا عن 

المشاركة في الخروج من الأزمة، بل إن الوضع مجتمعي بالأساس. نحن اليوم في حاجة ل"مرسوم ملكي أو ظهير شريف"، يحسم في 

مسألة فتح الحدود من إغلاقها بين المغرب والدول التي طالها الوباء، وصرامة في التعامل مع من ثبت في حقهم الترويج لإشاعة من 

شأنها بث الرعب في نفوس المواطنين، في حاجة لخطوات عملية علمية وعقلانية لتنزيل قرار التعليم عن بعد، ولمخططات آنية كفيلة 

بتأمين المعيش اليومي للمواطن الفقير، إلى حين تحسن الأوضاع، وفي المقابل فإن كل من له غيرة على مصلحة الشعب المغربي، أن 

يعتبر نفسه مسؤولا وفاعلا، يمكنه المساهمة بشكل من الأشكال، في التقليل من حجم الطفرة التي ستشهدها مختلف القطاعات بالبلاد في 

الأيام القليلة المقبلة، وبتدقيق أكثر تلك التي سيمسها "الحظر"، ويأتي قطاع التعليم في مقدمتها.

No comments:

Post a Comment

Powered by Blogger.