|
كوكبنا
الآن وفيروس كورونا والتساؤلات المطروحة
الأرض كوكب الحياة
الأزرق والعيش الوحيد من بين ملايير الملايير الكواكب في الكون لكن منذ نشوؤه قبل
4,5 مليار سنة لم تكن على سطحه حياة الا قبل 544 مليون سنة الماضية لظهور بعض
الكائنات الحية ومنذ دالك الزمان والكوكب يعرف توالي الازمات و انقراضات جماعية
لبعض الكائنات و كذا ظهور أخرى ومنها ظهور كائن مختلف عن باقي كل الكائنات كائن
يمتاز بالعقل يتكلم يتطور بنظام غدائي مختلف "قارت"...انه الانسان
الكائن الذي بسط سيطرته على كل الكائنات بهذه المميزات لكن رغما عنه تبقى الازمات
حاضرة وواردة منذ القدم كالظواهر الطبيعية والطاعون والجذام وغيرها من الامراض
المميتة ...،ان هذا الكائن الغامض عبر مرور الزمان عرف مجموعة من التطورات منها تزايد عدده في القرون الماضية الى 8.3 مليار
انسان في انحاء العالم وأيضا طفرة في شتى المجالات وبعض الاكتشافات النوعية في
معظم المجالات التي أدت به الى الانقسامات
والخلافات بين افراد جنسه واندلاع لحروب
طاحنة دامية قديمة وحتى الان لازالت بعضها في بعض المناطق في العالم مثلا الشرق
الاوسط و تفشي اوبئة خطيرة مثل الأنفلونزا( الطيور الخنازير... ) و الكوليرا و
الإبولا وجنون البقر في الآونة الأخيرة.
لاكن رغم كل هذه
المشاكل والاضطرابات التي يعرفها العالم حاليا الا انه لازال في غفلته وفي التفكير
فقط في امتلاك السلطة والقرارات وامتلاك أكبر و أحسن و أفضل او أي شيء على
وزن"أفعل" من بين الدول الأخرى في كل المجالات: الاقتصاد، السلاح،
التعليم، البنى التحتية، الصحة والى غير دالك ، ويفكر فقط في إ حياء الاحتفالات و
السهرات والمهرجانات الصاخبة و أيضا انتظار رأس كل سنة للعد
التنازلي لدخولها بأجمل المتمنيات لبعض الشعوب "المقهورة "كسنة خير و
رفاه وازدهار وامان وعدل وعيش بكرامة في كل سنة وكانت سنة 2019 كباقي السنوات
السابقة الا ان اواخرها حملت خبرا من قلب
مدينة لم تكن ذات صيت في قلب دولة الصين العظيمة مدينة تعرف ب ووهان خبرا عاديا في مظهره لكن في محتواه يحمل
المعاناة فيما بعد انه فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية
الحادة الشديدة المعروف ب كوفيد- 19 الذي أصاب بعض الحالات في أسواق هذه المدينة في
بدايته خلال منتصف ديسمبر 2019 لكن
لعدم التعاطي له بالشكل الجيد من طرف المسؤولين الصينين لهذه المنطقة تزايد انتشاره الى ان وصل
الصحف الدولية لكن رغم دالك لم يعطيه
الاعلام تلك الأهمية نظرا لما تعود الناس على سماع انتشار الفيروسات في
السابق لظهورها فقط لبعض الوقت ويتم نسيانها كريح عابرة متعود على
مرورها حيت العالم غارق في تخبطاته السابقة والمعروفة و الاستعداد لسنة جديدة
كالمعتاد سلفا الى ان
تفاقم الوضع وارتفاع العدد الإجمالي في أواخر شهر يناير من سنة 2020 الى أكثر من 75500 حالة إصابة بمعدل 2525 حالة
إصابة في اليوم في الصين وحدها الذي أدى
الى اتجاه كل الانظار الى الصين بعد نشر كل هذه الأرقام الكبيرة و المفزعة و سرعة
انتشار هذا الفيروس في دولة متقدمة ذات اقتصاد ومستوى البنيات التحتية
العالية والتقدم العلمي لعدم سيطرتها عليه وإيجاد لقاح له وكما هو
الحال لبعض الدول المستهترة لما وقع لم تأخذ الاحتياطات في حين الفيروس كان فعل
فعلته في صمت و بسرعة فائقة حتى تفشى في معظم الدول و وصل الى اقصى المناطق ودخل بيوت الشعوب دون
طرق أبوابها حتى ان منظمة الصحة العالمية في 11/03/2020 صنفته بوباء عالمي
"جائحة" بعدما وصلت الاصابات
الى ارقام كبيرة الى حد الساعة أكثر من 181000 إصابة و7400 وفاة و الى ما يقرب
80000 حالة متعافية في العالم و مازالت الأرقام تتزايد بعد بؤرة ووهان ظهرت بؤر أخرى في مناطق أخرى كإيطاليا و ايران و
كوريا الجنوبية واسبانيا و فرنسا و
المانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكل
هذه الدول سابقة الذكر هي التي عرفت انتشارا كبيرا للفيروس مقارنة بباقي الدول الأخرى في عدد الإصابات حول العالم وفي ظل كل هذه التطورات الأخيرة و لسرعة انتشار
هذا الفيروس و تشابه اعراضه مع اعراض الانفلونزا العادية ( ارتفاع درجة الحرارة و
الحمة والسعال و سيلال الانف و العطس ) ولعدم وجود لقاح حتى الان رغم الجهود
المبذولة من طرف منظمة الصحة العالمية و بعض الشركات الألمانية و الامريكية و الصينية والفرنسية للتسابق في ايجاد اللقاح
المناسب وفي انتظار اللقاح اتخذت معظم الدول إجراءات احترازية و وقائية في الحد من
انتشار الفيروس داخل البلدان منها اغلاق
الحدود البرية و الجوية و البحرية في وجه الوافدين وأيضا اغلاق المقاهي و أماكن
العبادات المساجد و الكنائس و المعابد ومنع التجمعات حتى وصل في بعض الدول فرض غرامات
على كل مواطن لم يلزم بيته كإيطاليا نظرا لما تعرف من عدد الوفيات و سرعة الانتشار
للفيروس و حضر التجول و اعلان حالة الطوارئ
في مجموعة من الدول الأوربية
والعربية التي اتخذت نفس الاجراءات
مع غلق المساجد في وجه المصلين وإلغاء إقامة بعض الشعائر الدينية كالعمرة و
الطواف حول الكعبة في المملكة السعودية و
قد دخلت كل الدول تقريبا في نفس الخطوات و أيضا تم الغاء المسابقات الرياضية
الدولية و المحلية و كل التظاهرات الأخرى
والاجتماعات الدولية الى اشعار اخر و هذه الإجراءات المتخذة جعلت من كل
الدول في حجر صحي و في عزلة عن باقي الدول الى اجل غير مسمى.
لاكن تبقى مجموعة من
التساؤلات المطروحة معلقة في اذهاننا وهي:
ما هو مصدر هذا الفيروس؟
هل انتشار هذا
الفيروس مقصود أي انه مصطنع أم انه فيروس كباقي الفيروسات؟
لماذا هذا التأخر
في إيجاد لقاح رغم كل ما وصل اليه العالم من التقدم العلمي الكبير؟ هل من أجل
الربح الكثير؟
هل هناك من يقف
وراء هذه الازمة العالمية التي تسبب خسائر كبيرة؟
الى متى يمكن
العالم الصمود في ظل هذه الإجراءات الاحترازية الرامية الى عزل الدول عن بعضها البعض؟
وما ماذا خطورة هذا الاجراء على الدول المستوردة للمواد الأساسية؟
في حين تم إيجاد
اللقاح هل سيكون في متناول كل الدول ام انه ستكون ازمة أخرى في الحصول عليه للبعض
الدول الهشة والنامية كدول افريقيا؟ وكم سيكون سعر هذا اللقاح؟
ما
مستقبل العالم في حين لم يكن هناك لقاح؟
وفي
موقعي كمواطن مغربي التزم بما تفرضه علينا منظمة الصحة العالمية من إجراءات وقائية
وكذلك الحكومة ووزارة الصحة فيما يخص التدابير الوقائية والنصائح الطبية لكن تبقى
التساؤلات التالية:
إلى متى ستبقى
الدولة المغربية في تهميش قطاعي التعليم والصحة التي ظهرت قيمتهما في الوقت الحالي
بعد تجاوز هذه الازمة؟
بعد تهميش والاقصاء
واللامبالاة للمعطلين وحقوقهم والطبقة المثقفة العاملة المتوسطة والفقيرة الدولة
تستنجد بهم في الخروج من هذه الازمة لكن يبقى السؤال هل الدولة ستعترف بهذه
المجهودات بعد الازمة وتعطيهم حقوقهم؟
والسؤال
المحوري والأساسي الى متى يبقى مصيرنا مرتبط بالدول الأخرى في إخراجنا من الازمات؟
كفانا من صرف
الأموال الطائلة في الفارغ من الأمور لقد أحيان الله حتى ظهر الحق واتضحت الصورة
للعالم اجمع.


No comments:
Post a Comment